Page 94 - THE MARKET WHISPERER-ARABIC
P. 94
| 92تجانبلا ىلإو اًيلزانت ،اًيدعاصت :طفق اتجاهات ةثالث يف راعسألا كرحتت
أغلب أحوالها وكأنها تحمل عقل ًا خا ًصا بها .لقد وجدت أن البيانات الفنية وحدهها لا تستوفي ما أسعى
إليه .وعلى النقيض من ذلك ،فمن الواضح تما ًما أن الاعتماد على البيانات الاقتصادية وحدها ليس أكثر من
مقامرة .إذا كنت قد شاهدت حال سوق البورصة فور بث تقاريرها المالية ،سواء كان حس ًنا أم سي ًئا ،فإنك
ستفهم بالضبط ما أود ا إلشارة إليه.
لاحظ أنني استخدمت المصطلحين “مستثم ًرا اقتصاد ًيا” و”متداول ًا فن ًيا” بالتحديد .ففي الماضي ،عندما
كان العالم صناع ًيا في المقام ا ألول ،كان من الممكن الاعتماد على البيانات الاقتصادية على المدى الطويل.
ألنه لم يكن من الممكن عندئ ٍذ تغيير قواعد اللعبة بين عشية وضحاها .وكان من الواضح تما ًما أنه لا يمكن
لمنافس ما أن يظهر فجأة لينافس شركة كبيرة كجنرال موتورز أو IBMالتي تملك ميزانيات عالية ،ثم يسيطر
على السوق ويكتسحها .لذلك ،كان من الممكن الاعتماد على البيانات الاقتصادية على المدى الطويل .ألنه
لم يكن ألحد أن ينافس شركة كجنرال موتورز أو ،IBMإلا إذا كان صاحب استثمار لا يمكن تصور حجمه،
ولهذا السبب لم يكن من المتوقع أن يظهر شيء فجأة ليع ِّرض شركات كبيرة كهذه لخطر كبير.
أما في واقع التكنولوجيا الحالي ،فإنه أصبح بإمكان المتداولين من الشباب الذين يسكنون في مساكن
الطلبة أن يطيحوا بشركات كبيرة كـ IBMمن أعلى الهرم .أتذكر أنه عندما فضلت شركة IBMأن تعمل في مجال
ا ألجهزة ،وقام شاب اسمه بيل غيتس بوضع نظام DOSلها؟ لاحظ كيف انتزعت شركة مايكروسوفت السوق من
يد آي بي إم لتفهم كيف يتغير العالم .ولاحظ كذلك أولئك الذين استخدموا الابتكارات التكنولوجية ليطيحوا
بشركة مايكروسوفت وينزلوها عن مرتبتها ا ألولى من حيث ا ألهمية في السوق .وأي ًضا شركة أبل التي كانت
خامدة لسنوات طويلة استطاعت أن تعتلي قم ًما جديدة عن طريق ا آلي فون وا آلي باد ،تاركة مايكروسوفت
خلفها في المنحنى .وماذا عن شركة جوجل ،التي ما زالت تتوثب إلى ا ألمام؟ هل يمكن للفيسبوك – الذي
شدد الخناق على شركة جوجل – أن يحصل على الريادة العالمية؟ في عالم ا ألعمال المعاصر ،يستطيع كل
ابتكار تكنولوجي أو بيولوجي أن يغير شكل السوق بالكامل بين عشية وضحاها .أيام ما كان آباؤنا يشترون
أسه ًما كأسهم شركة IBMمثل ًا ،بصك امتلاك! (نعم ،ذات مرة كانت تصدر بيانات تحريرية لمالك ا ألسهم)
ويضعونها تحت الوسادة وينامون عليها ،مطمئنين؛ ألن كل شيء سوف يكون على ما يرام ،لقد مضى زمن
طويل منذ أن اختفت هذه ا ألوراق .ولا تنسوا أننا لم نناقش بعد تأثير الحروب والاعتداءات ا إلرهابية ...
وأعتقد أن الاستثمار على المدى الطويل قد لقي حتفه وانتهى وأخذ معه عالم السيطرة الكاملة ومبادئ
نظرية التحليل الاقتصادي الرئيسي كذلك .إن التجارة على المدى القصير هي المنتشرة في أيامنا هذهأأيامنا
،ولهذا السبب نجد التحليل الفني مستحو ًذا على السوق .إننا نعيش في زمن نحتاج فيه عند التداول إلى
وضع التغيرات السريعة بعين الاعتبار ،وأن نتخذ الحذر من الاستثمارات الخطيرة على المدى الطويل .إن
المتداول الفني إذا اشترى أسهم ًا ووجدها – لسوء حظه – تتحرك بالاتجاه المعاكس لما ينشده (نعم ،يمكن
حدوث ذلك أي ًضا) يدرك حينها أنه كان مخط ًئا ويقوم ببيعها ثم ينتقل إلى مجموعة أخرى من ا ألسهم .أما
المتداول الاقتصادي فإنه عندما يشتري أسه ًما ،فإنه يحتفظ بها ألنه لم يثبت لديه أن البيانات الاقتصادية
الرئيسية قد تغيرت .يعتقد هؤلاء المتداولون أن قيمة السهم هي في الحقيقة أعلى مما هي عليه في
السوق ،وبالتالي عندما يسقط سعره ،فإنهم يقومون بإضافته إلى قائمة ا ألسهم التي يحتفظون بها .ولا