Page 97 - THE MARKET WHISPERER-ARABIC
P. 97
ساحر الأسواق | 95
اترك الصندوق
إن قوانين التداول الفني قد أصبحت معروفة لكافة مجموعات التداول ،وللمتخصصين ومنفذي المعاملات
بسوق البورصة بمدينة نيويورك .كلهم يعرفون نقطة إيقاف المعاملات ليتفادوا إلحاقك الخسارة ،كما يعرفون
نقطة الدخول ،وكثي ًرا ما يستغلون هذه المعلومات لصالحهم .ضع هذا بعين الاعتبار عند التداول؛ ألن
خط المقاومة ليس جدا ًرا صل ًبا على ا إلطلاق ،وخط الدعم ليس أر ًضا مستقرة .ولهذا السبب تحدثنا عن
«مستويات الدعم» و»مستويات المقاومة» بدل ًا من العلوم الدقيقة .فكثي ًرا ما يخبرني الشباب المتداولون في
الغرفة التجارية أنهم باعوا ا ألسهم ألنها خرجت عن مستوى الدعم ،في حين أن المتداولين المحترفين -وأنا
كذلك – يشترون هذه ا ألسهم ،وفي النهاية يربحون .لا تطلق ليدك العنان لتفعل ما تشاء بفأرة الحاسوب.
تذكر أن التداول معركة عقول وأنها دائ ًما تشتمل على طرفين :البائع والمشتري.
لهذا السبب أوصي المتداولين بألا يستخدموا خيار إيقاف المعاملات ،بل يقوموا بانتظار اللحظة التي
يغلق فيها السهم ثم يخرجون بأنفسهم .إن المحترفين ومنفذي ا ألوامر في سوق البورصة يعرفون نقاط
إيقاف المعاملات لمعظم المتداولين ،ويستخدمونها لمصالحهم الخاصة.
معلم المعلمين
عالم التمويل يزخر بالمعلمين وجيم روجرز هو أحدهم .حيث كان يؤمن بأن الصين ستكون القوة العظمى
التالية ،لدرجة أنه انتقل إلى سنغافورة وتعلمت ابنته الصغيرة لغة الماندرين (اللغة الصينية الشمالية)
وأصبحت تتحدثها بطلاقة تصيب المستمعين الصينيين بالذهول.كم من المعلمين تنبؤوا بأزمة الرهن العقاري
المفاجئة عام 2008؟ قبل فترة من ذلك الانهيارُ ،دعيت للانضمام إلى لجنة من الخبراء الاقتصاديين في
إحدى الجامعات المعروفة.
لا يستطيع أحد أن يتنبأ بالاتجاه المستقبلي ألي سوق .ألن كل محلل ا ألموال الذكية
جديد سيقدم رأ ًيا ،ويمكن أن نجد رأ ًيا معار ًضا لمحلل جديد آخر.
أول ًا ،تحدث رئيس الخبراء الاقتصاديين بأحد البنوك الكبيرة ،ثم تبعه المدير المالي لبنك آخر .عرض كل
منهما تنبأه بأن أزمة الرهن العقاري ليست سوى مرحلة عابرة بسيطة ،وأن الاقتصاد قوي ،فليس من ثمة
خطر حقيقي لحدوث أزمة في سوق رأس المال .باختصار ،قدموا رسالة «لا تقلق ،كل شيء على ما يرام».
وإنني أومن بفكرة أن شخ ًصا يتلقى راتبه من البنك لن يحاول أب ًدا إبعاد الجموع العامة والمستثمرين
عن السوق ،لكن ما فعلوه كان مبال ًغا فيه للغاية .عندما جاء دوري ألخاطب الحاضرين ،قلت لهم بكل
بساطة« :لا أعرف ما سيحدث ».عندها خاطبني المشرف بصوت بنغمة إنذار“ :لقد جلبناك إلى هنا لتقول
للحاضرين ما ينبغي عليهم فعله» .عندها قلت الحقيقة التي كانت تعني بالتأكيد أن تلك الجامعة لن تدعوني
مرة أخرى إللقاء محاضرة فيها .وكان ما قلته« :لا تستمع إلى المحللين ،فليس لديهم فكرة عما سيحدث”.