Page 48 - THE MARKET WHISPERER-ARABIC
P. 48

‫‪ | 46‬وبورصةلاو رالجدا – تيرتس لوو‬

‫حدث بعد ذلك نوع من التح ّول في العلاقة بين وول ستريت والحكومة ا ألمريكية نتيجة الانهيار‬
‫الاقتصادي الذي حدث عام ‪ 1929‬والذي أ ّثر بشكل كبير على النظام المالي ا ألمريكي بأكمله‪ ،‬فقد أدى إلى‬

                 ‫ركود اقتصادي خطير استم ّر لعدة سنوات و ُعرف فيما بعد باسم «الكساد العظيم”‪.‬‬
‫وعلى الرغم من كل هذه التغ ُّيرات‪ ،‬ظل وول ستريت على حالته‪ .‬كان جيسي ليفرمور أحد المتداولين‬
‫في وول ستريت منذ نهاية القرن الـ‪ 19‬وحتى أوائل القرن الـ‪ .20‬وقد ظهر من كتابه حول كيفية تداول‬
‫ا ألسهم ومن سيرته التي كتبها ليفيفر‪ ،‬أنه لم يكن سيواجه أي صعوبات بتداول ا ألسهم بنجاح لو كان على‬

                                                           ‫قيد الحياة في الوقت الراهن‪.‬‬
‫وبعد مرور أكثر من ثمانين عا ًما منذ الانهيار الاقتصادي عام ‪ ،1929‬يبدو أننا قد نسينا الدرس الذي‬
‫تعلمناه من ذلك الحادث المد ّمر‪ .‬ا آلن‪ ،‬وفي وقت كتابة هذا الكتاب‪ ،‬يبدو أنه يتم كتابة فصل جديد في‬
‫تاريخ بورصة وول ستريت‪ .‬فإن أزمة الائتمان المعروفة باسم «أزمة الرهن العقاري»‪ ،‬قد ضربت مؤخ ًرا وول‬
‫ستريت مثل الصاعقة‪ ،‬وعلى الرغم من الانتعاش السريع الذي حدث خلال العامين التاليين بعد الوصول‬
‫إلى أدنى نقطة من الركود‪ ،‬فإن دروس تلك ا ألزمة لا تزال غير واضحة‪ .‬أثرت هذه ا ألزمة بقوة شديدة على‬
‫النظام المالي ا ألمريكي بأكمله‪ ،‬وأثرت بشكل خاص وقبل أي شيء آخر على وول ستريت وجعلت البعض‬
‫يشعر بأن وول ستريت يفقد مكانته العليا بين ا ألسواق المالية الدولية‪ .‬لكن قبل أن نسارع للحزن على نهاية‬

                                    ‫وول ستريت‪ ،‬من الجيد أن نتعرف على بداية وول ستريت‪.‬‬
‫يقع وول ستريت في مانهاتن السفلى في مدينة نيويورك‪ .‬وقد س ّمي بهذا الاسم ألنه في عام ‪،1653‬‬
‫قام بيتر ستويفيسينت‪ ،‬الحاكم الهولندي للمدينة التي كانت معروفة في ذلك الوقت بمدينة نيو امستردام‪،‬‬
‫ببناء جدار في ذلك الشارع لحماية سكان المدينة من «الهنود الحمر”‪ ،‬وهو الاسم الذي عرف به السكان‬
‫ا ألصليون في أمريكا‪ ،‬وكذلك للحماية من الغزو البريطاني المحتمل‪ .‬لم تحدث أي غزوات اختبرت فعالية‬

                            ‫هذا الجدار‪ ،‬ولكن تمت تسمية الشارع الذي يوازيه على اسم الجدار‪.‬‬

‫تتطور ا ألنظمة‪ ،‬مثل سوق ا ألسهم‪ ،‬نتيجة ل ألزمات التي تؤدي إلى‬          ‫ا ألموال الذكية‬
‫الارتفاع غير المب ّرر في أسعار ا ألسهم والذي ُيعرف بـ»الفقاعات”‪ .‬ولكن‬
‫على عكس الفقاعة‪ ،‬فإن ا ألنظمة لا تنفجر‪ ،‬بل أنها بحكم طبيعتها‬

                                       ‫تتطور ولا تتراجع‪.‬‬

‫في عام ‪ ،1789‬قام أول كونغرس في الولايات المتحدة ومن خلال البنك المركزي‪ ،‬بإصدار ما ُعرف “بسندات‬
‫الخزينة” بقيمة ‪ 80‬مليون دولار‪ ،‬وذلك لتغطية ديون الحكومة ومستعمراتها‪ ،‬وتم بيع هذه السندات للجموع‬
‫العامة‪ .‬في تلك ا أليام‪ ،‬كان تعداد سكان مانهاتن حوالي ‪ 34,000‬نسمة‪ ،‬وكان وول ستريت لا يزال شار ًعا‬
‫تراب ًيا غير ممهد‪ .‬وكانت تقع على جوانبه بيوت التداول حيث تمت معاملات بيع السلع الدولية‪ .‬وبسرعة‬
‫كبيرة‪ ،‬بدأت بيوت التداول في وول ستريت ببيع تذاكر اليانصيب با إلضافة إلى ا ألسهم والسندات‪ .‬وكانت‬
‫السندات هي أكثر السلع طل ًبا في تلك الفترة وهي التي بدأ حولها تداول المضاربة‪ .‬في تلك ا أليام‪ ،‬كان‬
‫على كل شخص يرغب بشراء أو بيع ا ألسهم أو السندات أن يصدر إشعا ًرا عا ًما أو أن يقوم بالبيع ألصدقائه‪.‬‬
   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53