Page 47 - THE MARKET WHISPERER-ARABIC
P. 47
وول ستريت –
الجدار والبورصة
اتخذت بورصة وول ستريت العديد من ا ألشكال المختلفة منذ أولى العمليات التي تمت فيها .وقد كانت
معظم هذه التغيرات نتيجة الصراع القائم بين طرفين قويين في البورصة هما بيوت الاستثمار من جهة
والحكومة من جهة أخرى .سعت بيوت الاستثمار دائ ًما إلى العمل دون إشراف من الحكومة والاستفادة من
أي فرصة للحصول على أموال العامة ،ولم تتردد قط باستخدام الحيل الماكرة والخدع فكانت تحصل على
المعلومات السرية من داخل الشركات لتستفيد منها في اتخاذ قرارات التداول وتنشر معلومات ُمض ّللة أو
غير صحيحة عبر وسائل ا إلعلام وتن ّظم هجمات على أسهم معينة .هذه جميعها أمثلة لطرق التلاعب
التي جعلت المتخصصين في وول ستريت منبوذين من ِقبل العامة .بعد أكثر من قرَنين منذ إنشاء بورصة
وول ستريت ،أظهرت لنا ا ألزمة الاقتصادية في عام 2008أن شي ًئا لم يتغير بعد.
لم يتردد المتداولون في بورصة وول ستريت أب ًدا عن استخدام أي ا ألموال الذكية
حيل ماكرة لخداع العامة .وتتط ّور الحيل التي يستخدمونها وكذلك
تتطور القوانين التي تضعها الحكومة .إنها لعبة مستمرة إلى ما لا نهاية.
على الجانب ا آلخر ،سعت الحكومة لوضع القواعد وا ألنظمة التي من شأنها كبح جماح شهية تجار وول
ستريت التي لا حدود لها ،أي وباختصار :أنظمة تضعها الحكومة .لكن في الكثير من ا ألحيان ،لا تكون
ا ألنظمة القانونية التي تحددها الحكومة سوى مجرد محظورات قانونية لا تقدم مساعدة حقيقية وتستمر
السلوكيات المحظورة بالانتشار على أي حال .على سبيل المثال ،بدل ًا من قيام الشركات بتخصيص ُصحف
لنشر معلومات كاذبة ،كانت تستعين بشركات التقييم التي تقوم بتقييم أداء الشركات ا ألخرى .يؤ ّثر ذلك
على الرأي العام ألن الجموع العامة قد تم إقناعها بشرعية هذه الشركات .لكن الحقيقة هي أن شركات
التقييم تحصل على دخلها من الشركات التي تق ّيم أداءها! ولكن من الواضح أن تضارب المصالح هذا لا
يزعج أ ًيا من الطرفين.