Page 24 - THE MARKET WHISPERER-ARABIC
P. 24
| 22مةمدقم
4%اليوم بنا ًء على شعوره بأنه سوف يستمر في الارتفاع ،فأقول لنفسي“ :هل هو مجنون؟ إنه سيخسر،
ألن السهم قد ارتفع كثي ًرا بالفعل!” وبمرور الوقت ،لاحظت أنني كلما عجزت عن فهم ما يتخذه كريس
من قرارات ،كلما أصبح من الصعب عل َّي قبو ُل تلك القرارات .في تلك الفترة ،كانت الصفقات التي أقوم
بإجرائها تأخذ نم ًطا محد ًدا بشكل ما ،وهو أنه كلما اشترى كريس سه ًما ،قمت بشرائه أي ًضا .كنت أهرب بما
أحصل عليه من رب ٍح قلي ٍل خو ًفا من خسارة ما ربحته ،بينما كان كريس ينتظر ويجني أربا ًحا طائلة .أحيا ًنا،
عندما يكون السهم هاب ًطا ،يخرج كريس بسرعة ،بينما أبقى أنا على أمل العودة إلى السعر الذي أجريت
عملية الشراء عنده .في نهاية المطاف ،كنت أضطر إلى الخروج وتكبد خسارة مريرة .باختصار ،كان كريس
يربح بينما كنت أخسر .نعم ،لقد حان الوقت بالتأكيد للبدء في التعلم.
تشير ا إلحصاءات إلى أن نسبة 90%من المتداولين النشيطين يخسرون أموالهم .وإذا كنت أحد هؤلاء،
فالح ُل بسيط :افعل عكس ما تعتقده تما ًما .في البداية ،كنت أجد صعوبة في فهم المنطق المعكوس
لهذه المهنة ،فقد وجدت أن ا ألسهم التي كنت أعتبر شراءها مجازفة ،أو أنها تمثل مخاطرة كبيرة كانت هي
ا ألكثر نجا ًحا ،بينما كانت ا ألسهم التي كنت أختارها والتي كانت تبدو أقل خط ًرا وأكثر موثوقي ًة تحقق قد ًرا
أقل من النجاح .بالطبع كنت أختار ا ألسهم الضعيفة في بداية عملي في مجال تداول ا ألسهم.
لكن مع مرور الوقت ،اكتشفت أي ًضا أن هذه النزعة لم تكن عندي فقط ،فمن الطبيعي ج ًدا أن ينظر
المتداول المحنك إلى السوق نظرة تختلف تما ًما عن نظرة المتداول المبتدئ .حتى يتسنى للمبتدئ تحقيق
النجاح ،يتعين عليه تع ُلم المبادئ ا ألساسية والتعرض ببطء لما ُيشبه ثورة نفسية .ونظ ًرا لكوني قد تخطيت
مرحلة تعلم ا ألساسيات فقفزت مباشرة نحو ا ألعماق ،فقد خلصت إلى استنتاج ما مفاده أنه يتعين علي
فهم السوق أول ًا ،وأنه قد حان الوقت للعودة إلى المربع ا ألول وتعلم ا ألساسيات.
كنت أدرك ما الذي ينبغي عل َّي القيام به ،فاتصلت بكريس ،كبير المحللين في غرفة التحليل وعرفته
بنفسي كعضو وطلبت منه أن يكون مدربي الشخصي .وقد سرر ُت ج ًدا عندما وافق على ا ألمر واتفقنا بعد
ذلك على مبلغ أجر التدريب .بعد ذلك حزمت حقيبتي وسافرت على أول رحلة متوج ًها إلى بيته في مدينة
فينيكس في ولاية أريزونا.
أتذكر لقاءنا ا ألول وكأنه كان با ألمس ،فقد ُصدمت بلقاء “شاب” في بداية الثلاثينيات من عمره يحمل في
جعبته سنوات كثيرة من العمل في “وول ستريت” كأحد “صناع السوق” في إحدى شركات التداول الشهيرة،
إلى جانب عمله لاح ًقا بشك ٍل ناجح كمتداول يومي مستقل .كانت هناك سياراتان سوداوتان كلتاهما من طراز
“لكزس” تقفان خارج منزله الفاخر الواقع في إحدى ضواحي مدينة فينيكس التي يقطنها ا ألثرياء .وقد
أوضح لي ذلك بصورة جلية مع من كنت أتعامل .ينحدر كريس من عائلة متوسطة الحال وقد جنى معظم
ثروته من عمله كمتداو ٍل يومي .مثل الكثير من ا آلخرين الذين التقي ُت بهم على مر السنين ،كان كريس قد
تخلى عن وظيف ٍة رائعة كانت ُتد ُّر عليه مئات ا آللاف من الدولارات سنو ًيا سع ًيا منه لكسب ا ألموال بطريقته
الخاصة من خلال التداول اليومي!