Page 21 - THE MARKET WHISPERER-ARABIC
P. 21
ساحر الأسواق | 19
لقد كنت أسعى إليجاد أفضل طريقة ممكنة للهروب من الروتين القاتل مع الاحتفاظ بالقدرة على سداد
ديوني وإحراز نجاح باهر ،كما كنت أرغب أي ًضا في الانتقال إلى وظيفة ذات وتيرة أبطأ لكي أتمكن من أن
أكون أكثر قر ًبا من عائلتي .باختصار ،كنت أرغب في كسب الملايين بدون الاضطرار إلى القيام بعمل صعب.
إن ال ُطرق المشروعة لكسب مبالغ مالية ضخمة بشكل سريع قليلة ج ًدا ،وبعد أن راجعت الخيارات
المطروحة أمامي ،وقع اختياري على المجال الذي أحببته دائ ًما ،ألا وهو تداول ا ألسهم ،فقد كنت دائ ًما ما
أسمع بأنه ُيمكن للشخص أن يحقق الثراء السريع من خلال التداول على المدى القصير.
لقد حققت نتائج جيدة ج ًدا ،ففي غضون خمس سنوات ،تمكنت من ترك أسلوب حياة العمل في
التكنولوجيا العالية ،وتمكنت أي ًضا من سداد جميع ديوني وأصبحت في وض ٍع مري ٍح للغاية .لقد تغيرت
حالتي من تحمل عبء ديون بلغت قيمتها ملايين الدولارات إلى تحقيق فوائض مالية تقدر بعدة ملايين
من الدولارات .لقد أصبحت أعيش الحلم ا ألمريكي ،والفضل في تحقيق ُحلمي يعود إلى سوق ا ألسهم،
فكيف حدث ذلك؟
لقد كان ا ألمر أصعب مما تخيلته!
تتغ ّير ا ألمور بشكل ُمدهش ،فقبل ثلاثة عشر عا ًما فقط ،كن ُت لا أزال موظ ًفا مثاب ًرا يعمل في قطاع التكنولوجيا
العالية لا يملك أدنى فكرة عن ا ألسواق .الشيء الوحيد الذي كنت على يقين به هو أن تلك ا ألسواق تنطوي
على أموال طائلة لا تظل مل ًكا ألحد على الدوام ،ومن هذه الفكرة تحدي ًدا عقدت العزم على أن أضع يدي
على بعض هذه الملايين.
كانت مشكلتي ا ألولى التي لا مفر منها بالنسبة ألي شخص يرغب في تحقيق النجاح هي ا إلجابة على هذا
التساؤل :هل ينبغي عل َّي التخلي عن راتبي؟ هل أخاطر وأترك عملي وأحاول في اتجاه آخر؟ قلة قليلة ج ًدا
من الناس مستعدون للقيام بذلك ،فكثي ًرا ما نخشى ذلك ولهذا الخوف أسبا ٌب وجيهة .ولكنني كنت أدرك
أنه إن كان لي ح ٌظ في تحقيق حلمي ،فسوف يتعين عل َّي خوض تلك المخاطرة.
في ذلك الوقت ،كنت أظن أن تداول ا ألسهم مثل لعب ا ألطفال ،فقمت بفتح حساب لدى أحد الوسطاء
(سوف أشرح لاح ًقا لماذا وكيف قمت بذلك) واعتقدت بكل براءة أنني سوف أنجح في شراء ا ألسهم بأسعا ٍر
رخيصة وبيعها بأسعا ٍر مرتفعة ،فكيف مضى عامي ا ألول؟ بالطبع انتهى بالخسائر .اليوم ،وبعد مرور اثني
عشر عا ًما ،أعرف أنني كنت جاهل ًا وعديم الخبرة ومتعجرًفا بعض الشيء .في حقيقة ا ألمر ،كنت فريسة
سهلة للمحترفين ،وقد أخذ ُت وق ًتا طويل ًا قبل أن أكتشف أن هناك طرفان في أي سوق من أسواق ا ألسهم،
المحترفون وا ألغبياء .خلال العام ا ألول ،كنت ضمن الفئة الثانية في معظم ا ألوقات.
النتيجة 0-1 :لصالح السوق
هناك بعض اللحظات المحفورة في ذاكرتنا حتى وفاتنا .هل تتذكر مثل ًا أين كنت عند انهيار برجي التجارة
العالمية؟ أنا أتذكر بالتأكيد ،وأتذكر أي ًضا أول معاملة تداول أجريتها.